منتديات الأخصائيين الإجتماعيين
منتديات الأخصائيين الإجتماعيين

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك
منتديات الأخصائيين الإجتماعيين
منتديات الأخصائيين الإجتماعيين

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك


الخدمة الإجتماعية ..... تمهد الطريق للتغيير
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول

شاطر
تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

 

  تحقيق في ظاهرة هروب الفتيات -عرض المشكلة مع قصص واقعية ثم العلاج

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ADMIN
مؤسس المنتدى

مؤسس المنتدى
ADMIN

رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 115
النقاط : 341
تاريخ التسجيل : 11/01/2016
العمر : 41
الموقع : https://socialwork.forumegypt.net

 تحقيق في ظاهرة هروب الفتيات -عرض المشكلة مع قصص واقعية ثم العلاج Empty
مُساهمةموضوع: تحقيق في ظاهرة هروب الفتيات -عرض المشكلة مع قصص واقعية ثم العلاج    تحقيق في ظاهرة هروب الفتيات -عرض المشكلة مع قصص واقعية ثم العلاج Emptyالسبت يناير 16, 2016 6:01 pm

تحقيق كلا من : فداء البديوي- ماجدة عبدالعزيز - سمر المقرن - صباح مبارك - صفية بن شيبان - نجلاء الحربي - نادية الفواز

ظاهرة هروب الفتيات في سن المراهقة، أو بعد المراهقة من منزل الأسرة إلى الشارع ـ بكل ما تحمله من معان وأخطار وضياع ـ ظاهرة تستحق الدراسة، وتدق أجراس الخطر، وقد يكون هروب البنات في أوروبا وأمريكا من بيت الأسرة إلى مرافقة الشباب وغير ذلك من الأمور المقبولة هناك، ولكن في مجتمعاتنا الإسلامية التي تعتني بالترابط العائلي، وتعلي من قيمة العرض، تصبح هذه الظاهرة أمرا خطيرا..، ولكن ما هي الأبعاد الحقيقية لهذه الظاهرة؟، لماذا كثرت في الأعوام الأخيرة، وما هي أسباب تصاعد نسب الهاربات في السعودية في مجتمع محافظ على القيم والتقاليد، وما الذي يدفع الفتاة إلى الهروب، وترك أسرتها أو القائم عليها؟.

ارتفع السؤال عاليا: لماذا يحدث هذا؟ وتحديدا بعد وقائع عديدة عن هروب فتيات سعوديات من منازلهن، نشرتها عدد من الصحف المحلية، ففي عام واحد تم تسجيل 40 حالة هروب لفتيات في عمر الزهور في مكة المكرمة فقط.
"الوطن" حملت السؤال نفسه، وواجهت به عددا من الفتيات.. في محاولة لمقاربة أسباب ذلك الهروب الغريب على المجتمع السعودي الذي يوصف عادة ً بأنه مجتمع محافظ.

البحث عن متنفس

في البدء ترى( ليلى . ج) ـ طالبة بكلية التربية ـ أن معاملة الآباء القاسية لبناتهم تحديدا قد تكون من أهم الأسباب التي تدفعهن للبحث عن متنفس أو مخرج بعيدا عن التسلط والقسوة والإساءة اليومية التي تمارس ضدهن لأتفه الأسباب، وبالتالي فإن أي شاب يجيد التغزل بكلمتين جميلتين يستطيع بهما أن يؤثر تأثيرا سريعا على تلك الفتاة التي تعيش في ذلك الجو.
وتؤكد (سعاد.ن) ـ طالبة جامعية ـ على أن هناك أسرا تضغط على فتياتها كي يتزوجن من رجال في سن متقدمة، وهن ليسن مقتنعات بهذا الزواج، وأمام إصرار الأهل تندفع الفتاة للهرب بعيدا عن هذا المناخ الذي تنتفي فيه حرية الرأي، وتسود فيه سياسة فرض الأمر الواقع، وثقافة الفرض والإكراه، وهي بهذا تحاول أن تبحث لنفسها عن مخرج من النفق الذي أوقعها أهلها فيه، فتقع بدورها في العديد من الأنفاق، لأن الحياة مليئة بالذئاب والانتهازيين، الأمر الذي يجعلنا نطالب الأهالي دائما بضرورة توخي الهدوء وإعمال العقل وإقامة جسور الحوار بينهم وبناتهم لأن الضغط يوّلد الانفجار، وقد يدفع إلى ما لا تحمد عقباه أبدا.
وتعيد (نوال، س) ـ موظفة بإحدى المستشفيات ـ هروب الفتاة من بيت أهلها إلى رفيقات السوء اللواتي يؤثرن عليها تأثيرا سلبيا فتنجرف معهن في دروب الأخطاء .
وتصر (عبير. ف) ـ طالبة بكلية التربية ـ على أن القسوة الممارسة ضد الفتاة هي السبب في جعلها تغادر بيتها إلى المجهول رغم ما قد يجره هروبها من مصائب قد تقع على رأسها ورأس أهلها.

الفراغ العاطفي

وتحذر عبير من الفراغ العاطفي الذي قد تعاني منه الفتاة الأمر الذي يجعلها صيداً سهلاً للذئاب البشرية.. وتطالب بأن تقوم الفتاة التي تتعرض لأذى جسدي أو نفسي بعرض نفسها على الجهات المختصة لتتولى أمر علاجها وفي الوقت نفسه ردع أسرتها من ممارسة الأذى ضدها وتوفير البيئة الملائمة للعيش الكريم.
وترى (رباب) ـ طالبة في الثانوية ـ أن الفتاة قد تهرب عندما تصر أسرتها على رفض الشاب المتقدم للزواج منها على الرغم من اقتناعها به. وهنا لا بد من معالجة الأمر بالحوار والهدوء والتعقل وليس بفرض الرأي الواحد القاطع الذي لا يصد ولا يرد.
وسردت (هـ، ي) قصة هروبها قائلة:كنت فتاة بسيطة جدا، حتى التحقت بالجامعة وتعرفت على إحدى الصديقات التي كانت تعرف أحد الشباب وبعد فترة عرضت عليّ التعرف على أحد أصدقاء ذلك الشاب، ومن سذاجتي استجبت لها وتعرفت عليه ومن هنا بدأت رحلتي الفاشلة.. فالشاب كان يجيد اللعب بالمشاعر والعزف على الأوتار الحساسة عند الأنثى.. وذات مرة طلب مني الخروج معه للتنزه في أرجاء المدينة فاستجبت له.. فعلى الرغم من أن أهلي كانوا يعاملونني بقسوة، فهم لا يعرفون سوى لا تذهبي.. لا تخرجي.. لا تتحدثي.. لا تضحكي.. نعم كثيرة هي"اللاءات" التي كنت أسمعها من أهلي لكوني أنثى، فقانون العيب هو أكبر القوانين في نظر أسرتي، وهو سيف مسلط على رقبة الفتاة في منزلنا المحكوم بالقسوة وليس بالمحبة والتفاهم والحوار والاحترام.. إذا قال لك الأب"ممنوع" يعني ذلك"ممنوع" بصفة قطعية.. ولا مجال للتفاهم أبدا.
وتضيف"أصبح ذلك الشاب يأخذني معه للتنزه وصرت أخدع أهلي وأبتكر كل فنون الحيل لأخرج بصحبته لأنني أصبحت أرى عالما غير العالم الذي سجنني فيه أهلي.. حدائق.. وأسواق.. وشوارع.. ونزهات جميلة كنت محرومة منها تماما..ولقد أغراني ذلك الشاب بتلك المغريات، فقررت أن أهرب من التسلط الذي أجده في بيتي والتمتع بما في الدنيا من مباهج رائعة.. وليتني لم أفعل.. لقد جرني ذلك إلى ما لا تحمد عقباه.. لقد جلبت لأهلي العار ولنفسي الضياع والمهانة العظمى.. يكفي أن ينظر إليك الآخرون نظرة مليئة بالاحتقار.. نعم يكفي هذا إنها أقسى من الرصاص.. بل أقسى من الموت نفسه".
التفكك الأسري

أما (و، د) فسردت لنا قصتها قائلة:"عشت عند جدتي بعد انفصال أبي عن أمي، فلم أجد من يوجهني التوجيه السليم وحرمت من حنان الأم وعطف الأب ورعايتهما، حتى تعرفت على شاب ممن يتقنون الكلام الجميل المعسول الذي يأسر الألباب، فأصبحت أخرج معه.. وعندما طاب لي ذلك الأمر..قررت العيش معه وأصبح يضمنا بيت واحد وسقف واحد دون أي رابط شرعي.. وعندما عرف والدي بهروبي أخذ يبحث عني حتى ألقي القبض عليّ من قبل الجهات الأمنية". وتنهي(و) كلامها قائلة: لقد فقدت شرفي وسمعتي وحياتي كلها للأسف... ولكن هل يجدي الأسف؟.

ومن أهم القصص التي حصلت عليها "الوطن"قصة هروب فتاة سعودية مع أحد المقيمين إلى بلده.. والقصة باختصار شديد تقول إن الرجل كان يعمل بأحد محلات التسجيل وكانت الفتاة تتردد على المحل بذريعة شراء بعض الأشرطة، حتى توطدت بينهما العلاقة.. فتقدم المقيم لطلب يدها من أبيها ولكنه رفض رفضا قاطعا. وكرد فعل على ذلك الموقف أقنع المقيم الفتاة بأن تغادر البلاد برفقة عمه، على أن يلحق بها ليتزوجها هناك، وفعلا غادرت هي إلى المجهول.. فيما لم يتمكن هو من اللحاق بها لأن أجهزة الأمن كانت له بالمرصاد.

أما (م، ع) فقالت"هربت مع أحد الشباب وعشت معه عاما كاملا وبعد أن أخذ مني ما يريد سئم مني وتخلى عني وتركني لمصيري المجهول".وتضيف:لم أستطع العودة إلى منزل أسرتي، فاضطررت للسكن مع سيدة سيئة السمعة فاستغلت ظروفي وخوفي وأخطائي وانكساري وضياعي أسوأ استغلال، طمعا في الكسب المادي، حتى وجدت نفسي أغوص في الوحل عميقا.

استغلال الحاجة

أما (خ، ب) فتعيد هروبها إلى الحالة الاقتصادية التي كانت تمر بها أسرتها.. وأوضحت "كنت أرى زميلاتي يلبسن أجمل الملابس ويجارين أحدث الموضات.. كنت أراهن يسافرن ويقضين حياة سعيدة هانئة وكان كل شيء يطلبنه يجدنه متوفرا، أما أنا فكنت أغوص في البؤس والفقر.. فانتهزت إحدى الصديقات هذه الظروف فعرفتني على أحد الأشخاص الذين يلعبون بالمال لعبا ـ كما يقول المثل ـ وأصبح يوفر لي ما أريد ويحقق لي أحلامي حتى أصبحت أرى نفسي في مستوى صديقاتي.. نعم أصبحت ألبس أجمل الملابس وأكثرها ترفا، ولكنني في الحقيقة دفعت نظير ذلك ما هو أثمن وأهم وأغلى خصوصا بعد أن غادرت بيت العائلة.. وليتني لم أفعل.. لقد أهنت نفسي تماما وقضيت على حياتي كلها.. فلم يعد لي حاضر أو مستقبل أما الماضي فكان هو الوحل بعينه".

وبررت (ح، ن) هروبها إلى المعاملة القاسية والضرب والتعذيب الذي كانت تتلقاه على يد أخيها الذي وصفته بأنه قاس جدا"..
وتضيف" لكي أرتاح منه غادرت المنزل ومكثت عند إحدى الصديقات".

العقيد محمد المنشاوي بشرطة العاصمة المقدسة أعاد هروب الفتيات من منازل ذويهن إلى لعديد من الأسباب منها: التفكك الأسري والمشاكل الأسرية وامتهان كرامة الفتاة داخل المنزل سواء بالضرب أو بالمعاملة القاسية وسوء أخلاق أحد الوالدين كإدمان الأب على المخدرات وإجبار الفتاة على الزواج ممن لا ترغب ورفيقات السوء اللواتي يحرضن الفتاة على الهروب والتأثر بما تبثه بعض القنوات الفضائية من أفكار سيئة مغايرة تماما لأفكار المجتمع وقيمه وعاداته.
وأضاف"على رب الأسرة أن يكون عاقلا في التعامل مع مثل هذه الحالات وعليه كذلك أن يكون محاورا جيدا لبناته وأن يصغي لما يقلن وألا يجبرهن على ما لا يرينه مفيدا وصالحا في حياتهن".
وأضاف مساعد مدير عام السجون اللواء عبدالله الحميدي إن العامل الاقتصادي يلعب أيضا دورا في هروب الفتيات.. فالفتاة التي تعيش في مجتمع فقير يمكن أن تندفع إلى ارتكاب أي سلوك خاطئ بدافع الحرمان ولهذا فعلى الأب وكافة أفراد الأسرة متابعة بناتهم ومراقبة وتحولاتهن وميولهن ورغباتهن.

فتاة حاول شقيقها تزويجها بالقوة من كهل، فهربت، ولم ينقذها إلا سائق أمين، أعادها إلى منزلها، بعد تعهد شقيقها بعدم إيذائها، وفتاة مصابة باضطرابات هرمونية جعلت صوتها كصوت الرجل، أهمل أهلها علاجها فحاولت الهرب للعلاج خارج البلاد بأوراق مزورة، وتم توقيفها في المطار، فتاة تعامل معها أخوها بالعنف والضرب، والإيذاء النفسي والجسدي، بعد رفضها محاولات أخيها تزويجها من كهل، فهربت إلى الحرم المكي..



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socialwork.forumegypt.net
ADMIN
مؤسس المنتدى

مؤسس المنتدى
ADMIN

رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 115
النقاط : 341
تاريخ التسجيل : 11/01/2016
العمر : 41
الموقع : https://socialwork.forumegypt.net

 تحقيق في ظاهرة هروب الفتيات -عرض المشكلة مع قصص واقعية ثم العلاج Empty
مُساهمةموضوع: رد: تحقيق في ظاهرة هروب الفتيات -عرض المشكلة مع قصص واقعية ثم العلاج    تحقيق في ظاهرة هروب الفتيات -عرض المشكلة مع قصص واقعية ثم العلاج Emptyالسبت يناير 16, 2016 6:04 pm

هذه قصص لهروب الفتيات، تلك الظاهرة القائمة في المجتمع السعودي، كما هي الحال في المجتمعات الأخرى، وهي ظاهرة لها أسبابها وتحليلاتها المتعددة المتنوعة. الواقع يقول إن المعاملة السيئة من قبل الأهل قاسم مشترك في حالات هروب الفتيات، وقد أجمع الاختصاصيون على أن الظاهرة تحتاج إلى دراسة وتدقيق، للوصول إلى إجراءات وخطوات، وسياسة اجتماعية جديدة لعلاجها والَحد من تأثيراتها السلبية على المجتمع وعلى الفتيات بصورة خاصة.

البحث عن المادة والظلم والتفكك الأسري وضعف القوامة والخلل في التربية أبرز العوامل التي تؤدي إلى انتشار هروب الفتيات، وتكرار حوادث هروبهن اليومية بأشكال مختلفة، وقد دفع ذلك اختصاصيين في المجال الاجتماعي والنفسي والشرعي للتحذير من تنامي قضية هروب الفتيات، وتحولها إلى ظاهرة.
وكانت دراسة اجتماعية حول هروب الفتيات قد كشفت أن قضايا هروب الفتيات "أقل من 20 سنة" تبلغ 19.5% بين بقية القضايا لعام 1424 هـ، كما أشارت آخر دراسة عن الجرائم النسوية إلى أن دوافع جرائم النساء للفئة العمرية "20 سنة وأقل" من ناحية الرغبة في الهروب من المشاكل بلغت 33.3%، أما الظلم والقهر فبلغا 28.7%، والجهل 26.3%، والتغلب على الفراغ والملل بلغا 24.1%، والإكراه من شخص محدد 23%، والانفعال 19.5%، وأن أكثر مدينة سجلت فيها أعلى نسب الهروب والجريمة الأخلاقية مكة المكرمة تليها الرياض ثم جدة، وعزا الباحث ذلك إلى الكثافة السكانية في تلك المدن.

هروب جماعي

اضطرت الفتاة ع.خ للهروب من بيت أبيها، واللجوء إلى أحد المستشفيات، لكثرة المشاكل فيه، خاصة وأنها كانت تتعرض للضرب من زوجة أبيها. ولم تعد "نوره.ع" و شقيقتها وابنة عمهما اليتيمة احتمال تشدد ولي أمرهن "والد الشقيقتين وعم الثالثة" وقسوته، وكان آخر مواقفه قرار تزويج نورة لابن عمها بالقوة، ففكرت بالهروب مع شقيقتها وابنة عمها، فلجأن إلى بيت إحدى صديقاتهن، حيث تعاطف والدها معهن، وتفهم وضعهن، وبقين عندها شهرين، وعندما حاول والد الصديقة حل المشكلة مع والد البنات، حضر وحاصر المنزل مع أبنائه وأبناء عائلته بالسلاح، وبعد محاولة والد الصديقة تسوية المشكلة، اتفق معه على موافقته على دخول نوره كلية الطب، وعدم تزويجها من ابن عمها بالقوة، وأن يحسن معاملتهن ، إلا أنه ـ والد البنات ـ أضمر في نفسه عكس ما تم الاتفاق عليه، فخدع الجميع ولم ينفذ وعده، وحبسها في البيت، ومنع إخوانها من مساعدتها، أو إخراجها من المنزل.

أما الفتاة ع. خ (عمرها 18 عاما) فتركت والدتها وأخواتها، لتهرب مع شاب تعرفت عليه خلال خروجهن للتنزه، وغابت عن أعينهن لما يقارب الأسبوعين، دون أي اتصال منها، وعندما عادت عرفوا أنها ذهبت مع صديقها، وبعدما قضى حاجته منها، أنزلها أمام منزل والدتها، وكانت هذه تعيش مع والدتها.
القفز من فوق السور

وقفزت ح. ب ( فتاة في السابعة عشرة) من فوق سور منزل أهلها الواقع في أحد الأحياء الشعبية، هربا من معاملة والدها السيئة، فاستنجدت بأول شاب التقت به، واتجه بها إلى إحدى شقق الشباب، واعتدى عليها، ومكن أصدقاءه في السكن منها، ثم سلمت الفتاة نفسها مع الشاب للشرطة، بعدما أدركت فداحة وضعها، إلا أن الشاب أبدى رغبته في الزواج منها أمام والدها، لكنه تراجع عن ذلك، بعدما تم سجنهما وتأديبهما، وتسبب تراجع الشاب في إهمال أبيها في سعيه لتزويجها، وتعيش الفتاة الآن في بيت والدها.

هروب 5 اخوات مع شاب

وهربت 5 أخوات مراهقات أعمارهن بين 13 و 19 عاما من مشاكل عانين منها طويلا في بيت أهلهن، ولجأن إلى شاب تعرفه إحداهن، ومكثن عنده 5 أيام في شقته، ثم تم تسليمهن إلى والدهن، بعدما تم القبض عليهن في الشقة.
شعرت منيرة.ن بإهمال والديها وإخوانها لها وانهيار أسرتها، وانشغال كل واحد منهم بمشاكله، فقررت الهروب من بيت أهلها، تقول تسرب لـها شعور بأن وجودها بينهم ليس له داع ، لعدم اهتمام أي منهم بها، أو السؤال عنها، تقول إن هذا الشعور وصل بها إلى أن والديها لا يشعران بوجودها في هذه الدنيا، فقررت الهروب من البيت، حيث جمعت حاجياتها، وسرقت راتب أختها وجوال والدتها، ومن ثم خرجت من الباب الخلفي، وهي لا تدري إلى أي مكان تلجأ، لكنها رأت أن هذا هو الحل الأمثل.

الفتاة الفقيرة

واستغل شاب الفتاة الفقيرة (س.ر) والتي تعيش مع والديها و13 أخا في بيت بالكاد يسعهم، حيث كان الشاب من نفس الحي، وتعرف عليها هاتفيا، واستدرجها مع الوقت، وتجرأ بعد ذلك وأخذها بعيدا عن أهلها، لتعيش معه في شقة 5 أيام استغلها فيها جنسيا، وصورها بالفيديو ليبتزها، وعرفت بعد ذلك أنه ممن يروجون للدعارة في الحي، وكان الوالدان منشغلين في البحث عن لقمة العيش، فوالدها يعمل في الحراج بحثا عن رزقه، أما الأم فتخرج للبحث عما يساعد الأب في تأمين عيش الأسرة.
وفاجأت الفتاة خ. ع والدتها خلال تواجدهما في حفل زفاف بمغادرة مكان الحفل دون علمها، بعد ورود اتصال على جوالها، لتغيب بعد الاتصال 3 أيام مع شاب كانت تعرفه، ورغم بحث أهلها عنها خلال تلك المدة فإنهم لم يجدوها، ليفاجأوا بعد ذلك بعودتها إليهم، وقد فقدت عذريتها، بعدما تمكن منها الشاب، ومكن أصدقاءه أيضا منها برضاها.

هربت بملابس رجل !!!!

(ح.ف) فتاة تم تزويجها منذ عشرين عاماً من رجل دون رضاها، فما كان منها إلا أن غافلت أهلها، وهربت في ملابس رجل من مكة المكرمة إلى جدة، وهناك تعرف عليها أحد سائقي الليموزين، وكان لحسن الحظ على خلق نبيل، فأخذها لبيته وعند زوجته وبناته، واتصل بأخيها ليستلمها، وبهذا الأسلوب استطاعت أن تنجو من الزواج.
(م.ح) فتاة في التاسعة عشرة من عمرها لا تخضع لأي نوع من المراقبة، تعيش في أسرة مع إخوتها ووالديها، لها العديد من الصديقات اللائي لم يهتم الوالدان بطباعهن وأخلاقهن، تاركين لها الحرية الكاملة في مصادقة من تشاء، في أحد الأيام تفاجأ الوالدان بغياب ابنتهما عن البيت، وقاما بالبحث عنها في كل مكان، وفي اليوم الثالث وجدوها في بيت إحدى صديقاتها، حيث حلت كل تلك الأيام ضيفة لديها، وعندما سألتها والدتها عن سبب تغيبها عن البيت كانت إجابتها "أنتم لا تحبوني".

إهانة وضرب

هربت م- ف من منزل أسرتها، بعد تعرضها للضرب والإهانة من شقيقها الأكبر، وذكرت أن سبب ذلك مطالبتها بالخلع من زوجها السابق الذي كانت تتعرض للإهانة والضرب على يده، وبعد تركها بيت زوجها والمكوث في دار أسرتها أخذ شقيقها الأكبر في الانتقام منها، وحبسها وحرمها من أطفالها الثلاث، وذكرت أن أخاها كان قبل وفاة والدها يتعاطى المخدرات، لكن بعد وفاة أبيها أصبح شخصا متسلطا يعاملها هي وأخواتها بكل قسوة، ويتعرض لأمها بالضرب والإهانة، فأصبحت والدتها لا تملك أي حيلة لردعه.
وذكرت م أنها طلبت الخلع بعد أن انتظرت الطلاق من زوجها 5 سنوات، ولم يقم بطلاقها، فلجأت للمحكمة، وطلبت الخلع منه، مما زاد الأمر سوءا، وأصبحت بعد طلاقها سجينة في المنزل، لا تستطيع أن تطلب أي أمر، ولو أبسط الحقوق، فكان أخوها يضربها بسبب وغير سبب، لدرجة الضرب العنيف الذي يلحق الضرر.

تهديد بقطع اللسان

وذكرت أن شقيقها الأكبر كثيرا ما يهددها بسلاح، ووضع كثيرا المسدس على رأسها مهددا إياها بالقتل، وحاول ذات مرة قطع لسانها بسكين وقلع عينيها، مما دفعها إلى الانتقال إلى بيت أخيها الأصغر، والإقامة معه هو وزوجته، ولكن في أحد الأيام أتى شقيقها إلى بيت أخيها الأصغر، وقام بضربها بلا سبب، مما دفعها إلى الفرار من بيت أخيها الأصغر، واللجوء لمركز الشرطة، وعندما وجدت أنه سيتم إصلاح الأمر فقط بأخذ تعهد على شقيقها الأكبر، وإرجاعها له فضلت اللجوء لجمعية حقوق الإنسان في منطقتها التي أحالتها إلى جدة، بحجة وجود سكن في هذه المنطقة بدار الرعاية الأسرية، وبعد حضورها إلى حقوق الإنسان في جدة تم تحويلها إلى دار الحماية الأسرية، التي قامت بتوفير السكن لها والمأكل، وأقامت بها 9 أشهر.
وذكرت م أنه في يوم استدعتها الشؤون الاجتماعية، وأخبروها أن أخاها علم بمكانها في الدار، وأنه قام بتهديد أشخاص في الشؤون الاجتماعية، فشعرت أنهم يحاولون التخلص من حالتها، وبعد حضور شقيقها الأصغر قام بتسلمها من دار الحماية الأسرية، وتأمين سكن لها بعيدا عن أخيها الأكبر، ولكنها مازالت تؤكد أنها مهددة من شقيقها الأكبر، وطالبت المسؤولين بالنظر في أمرها، وتوفير سكن آمن ووظيفة لها، حتى تستطيع العيش، بعيدا عن شقيقها الذي يهددها بالضرب والعنف والقتل.

الهروب من العنف والاحتقار

ومن جانب أخر روت غ- ب (فتاة هاربة من أسرتها) تعرضها المستمر للمعاملة السيئة من أبيها، حيث كان يتعرض لها بالضرب والإهانة، ويمنعها من الخروج، والسبب أنها طالبت بالزواج من شخص تقدم لها، لكن أباها رفض، بحجة أنه لا يناسبهم من حيث الأصل.
وذكرت أنها عاشت فترة صعبة من العنف والاحتقار، فقد منعها أبوها من جميع حقوقها، فقررت التخلص من العيش مع أسرتها، والفرار إلى مكان آخر، مشيرة إلى أن أباها لو علم بمكانها سوف يقوم بقتلها، لذلك لا تستطيع الرجوع لأسرتها.

وذكرت س-ح (فتاة هاربة من أسرتها) أن أباها منفصل عن أمها، وبالتالي لم تجد الاهتمام الكافي لها، وفي فترة معينة تعرفت على فتيات أخريات، فقامت بالذهاب معهن للسهر، وبعد علم أبيها بأمرها، أراد أن يقوم بتصحيح الأمر، ولكنه زاد الأمر سوءا، فقد أخذها للعيش مع زوجة أبيها التي أخذت تمارس عليها العنف والظلم، وكان أبوها يضربها كل مرة بطريقة جنونية، بعد ذلك قررت الهرب من بيت أبيها لمكان لا يعلمه أحد، وقررت عدم الرجوع لأسرتها، هربا من الظلم والسجن الذي كانت تعيش به عند أبيها.

مأساة أم السبع بنات

وقصت أم لسبع بنات قصتها بألم ومرارة، حينما قررت الهروب هي وبناتها السبعة، بعد العناء الذي كانت تلاقيه هي وبناتها من زوجها الذي كان يمارس عليهن شتى أنواع العنف والاضطهاد، حيث أشارت بأنه كان يقوم بصب أنواع العنف والاضطهاد عليها وعلى بناتها السبعة، ولم يكن يتكفل بمصاريفهن، حيث كان دائم الخروج، وفي فترة تواجده بالبيت يذيقهن أنواع الضرب والتنكيل، هذا الذي جعلها تهرب هي وبناتها من منزلها إلى مكان آخر.
وتطلب الأم من المسؤولين النظر في موضوعها، وتأمين سكن لها ولبناتها، وتوفير وظائف لبناتها الجامعيات، حيث إنها هي وبناتها لحاجة ماسة للأمان.
وهناك العديد من الحالات التي شوهدت بالعيادات والمستشفيات النفسية، مثال ذلك حضور فتاة تبلغ من العمر 20 عاما إلى قسم الطوارئ بمفردها، بعد أن هربت من بيت والدها، وذكرت الفتاة أن السبب العنف والتسلط، وفتاة أخرى هربت من أسرتها، وسافرت مع سائق أجرة إلى مدينة أخرى دون وجود محرم، لتصل إلى المستشفى عند الساعة الثانية صباحا.

وعود زائفة

تقول س.ن إن قصة هروبها بدأت من جدة، حيث قررت الهروب مع أحد الشباب، وذلك بعد ضغوط شديدة عليها من أمها ومن أسرتها، وسوء المعاملة، مما جعلها تخرج مع شاب، وبعد أن خدعها، وبعد المواجهة مع الجهات الأمنية أنكر أي صلة له بها، وأنكر علاقته بها، مبينة أن نهايتها كانت في مؤسسة رعاية الفتيات بجدة، بعد أن رفضت أسرتها استلامها.
وقالت إن معاناتها أخذت في التفاقم بعد خروجها من منزل أسرتها، ظنا منها أنها تهرب إلى حياة أفضل، بعد وعود ذلك الشاب بحياة سعيدة، وتقول إنها الآن نادمة حيث لا ينفع الندم.
أما ن.ل فقد وقعت ضحية الكلام المعسول عبر الهاتف، وجرتها العبارات الناعمة للهروب مع أحد الشباب، خاصة أن أسرتها تعاملها بجفاف، إضافة إلى كثرة المشكلات بين والدها ووالدتها، وقالت إن الكلام المعسول والوعود الكاذبة جعلتها ضحية قضية زنا وهروب، ورفض الشاب الذي وعدها بالزواج الاقتران بها، معتبرا إياها إنسانة لا تصلح أن تؤتمن على بيته وأولاده.

أما م.ق فقد وقعت فريسة المشكلات الأسرية التي أحاطت بمنزلها بعد وفاة والدها، وسوء معاملة زوجة والدها، وهي تبلغ من العمر16 سنة، فهربت وكانت النتيجة أنها وقعت فريسة لأربعة عشر شابا في شقة، وتم إلقاؤها بعد ذلك أمام كابينة هاتف.

أما س.ت (14 عاما) فقد اعتادت على الهروب كلما اشتدت الأزمات العائلية، وبدأت تخرج مع الشباب بعد إدمانها للمخدرات، وكلما ضاقت بها الحال، واشتدت مشكلات الأسرة المنهارة، هربت وقضت يومها مع الشباب، وفي النهاية تسلم نفسها لأحد المستشفيات، مدعية أنها قضت اليوم في المستشفى مريضة، وفى آخر مرة رفضت أسرتها استلامها، وتم إيداعها في مؤسسة رعاية الفتيات في مكة المكرمة.
لا يوجد تعداد إحصائي

ويقول استشاري الطب النفسي ومدير مستشفى الصحة النفسية الدكتور نواف بن عبد العزيز الحارثي "للحكم على مدى انتشار حالات الهروب يجب أن يكون هناك تعداد إحصائي، للاطلاع على مدى ما تمثله بالنسبة للمجتمع السعودي، ولكن من خلال المشاهدة أعتقد أنها لا تشكل نسبة عالية إحصائيا، لكن لا نستطيع إنكار وجودها، مع العلم بأنه يتم تسليط الضوء على مثل هذه الحالات، نتيجة لغرابتها وحساسيتها بالمجتمع، وعلى الرغم من ذلك فإننا بحاجة إلى نقاش مثل هذه الحالات، وإيجاد الحلول المناسبة، حتى يتم احتواؤها، وإيجاد العلاج المناسب لها، وتقليل الأخطار والمضاعفات الناتجة عنها"، مشيرا إلى أهمية البحث عن الأسباب والدوافع التي تؤدي إلى ظهور مثل هذه الحالات.

وأضاف أن ملامح الهروب تظهر منذ نشأة الفتاة بالأسرة، ففي حالة وجود اضطراب، أو عدم استقرار بالعائلة مثل الخلافات الأسرية الشديدة، والإهمال الشديد أو العنف الجسدي أو الجنسي، والمشاكل الاقتصادية، وضعف الوازع الديني والتفكك الأسري، وضعف الإشراف والاضطرابات السلوكية بالعائلة، والمشاكل بالبيئة المحيطة بالشخص، بالتالي هذه الصعوبات سيكون لها تأثير مباشر على الفتاة، وهو إما أن يظهر على شكل اضطرابات أو صعوبات نفسية مثل الاكتئاب والصدمات النفسية الناتجة عن الاعتداء الجسدي والجنسي والنفسي، أو اضطراب سلوكي، وهو تغير دائم بالسلوك والعلاقات مع الآخرين، مما يؤدي إلى ظهور السلوكيات الشاذة.

وأكد الدكتور الحارثي على الدور الهام للجمعيات والهيئات المتخصصة في احتوائها على مثل هذه الحالات، ودراسة حالتها من جميع الجوانب النفسية والاجتماعية والقانونية، وإيجاد الحلول التي توفر الحماية للفتاة، وإعادة التأهيل، وضمان إيجاد البيئة المناسبة لمنع وتقليل المضاعفات الخطيرة التي تنتج عن مثل هذه الحالات

هروب فتاة من المنزل لخشونة صوتها وتصرفاتها الرجولية
وتفاجأت كريمة باتصال يستدعيها للحضور إلى المطار لأخذ ابنتها، وقد كانت الابنة تعاني من اضطرابات هرمونية وفسيولوجية أكسبتها خشونة شديدة في الصوت وتصرفات رجولية، ولم تجد من أهلها أي حرص على علاج حالتها، ففكرت في السفر لإحدى الدول الأجنبية للعلاج، وساعدها في ذلك أحد المقيمين الذي زور لها كل أوراقها بإتقان شديد، ولا يعلم أحد لو استطاعت أن تسافر ماذا سيكون مصيرها هناك.

(م.ض) مطلقة وأم لطفلين تعيش في إحدى قرى مكة، تعرضت لمعاملة سيئة وغير إنسانية من قبل إخوتها وبعض أقربائها، وصلت لحد الضرب والتهديد، وفجأة اختفت مع طفليها عن أهلها لمدة طويلة، وبحث عنها إخوتها في كل مكان دون جدوى، وبعد أربعة أشهر اتصلت بأحد أقربائها الخيرين من المدينة المنورة، مبينة رغبتها في العودة لمكة المكرمة، ولكنها تخاف من إخوتها، فما كان من هذا القريب إلا أن أخذ عهداً من إخوتها بعدم التعرض لها، وآواها القريب في إحدى شققه داخل مكة، لتعيش فيها هي وطفلاها

الهروب إلى الحرم المكي الشريف

"من أكثر الأماكن التي تلجأ إليها البنات الهاربات في مكة المكرمة بيت الله الحرام، حيث تجد الفتاة هناك الأمان والطمأنينة بشكل كبير، كما أنها تأمن هناك على نفسها من التعرض لأي أذى"، هذا ما قالته بعض الموظفات والمراقبات في الحرم، حيث يرين أن هذه الظاهرة تكون بصفة يومية في الحرم.
وعن الطريقة التي يتم فيها التعرف على الفتاة الهاربة من غيرها، بما أن البيت الحرام مليء بالزوار والمعتمرين قالت الموظفات إن المراقبة داخل الحرم شديدة، فيلاحظ أن الفتاة تأتي للصلاة وحدها، ثم تنزوي جانباً دون أن يكون معها مرافق، أو تطيل المكوث في الحرم، وعندما تسأل من قبل المراقبات داخل أروقة الحرم المكي الشريف عن سبب مكوثها كل هذا الوقت، يتبين أنها هاربة من أسرتها.
وعن الأسباب التي تدعوهن للهروب قالت إحدى الموظفات في الحرم "ليست محصورة في سبب واحد، فمنهن من كان سبب هروبها محاولة أهلها تزويجها بكبير في السن، أو العنف والضرب الشديد من قبل الأب، أو وقوعها في خطأ، وتخاف من العقاب الشديد، وغيرها من الأسباب.
وعن الإجراءات المتخذة معهن قالت الموظفة إنه يتم التحقيق مع الفتاة الهاربة، ثم الاتصال بأهلها، لأخذها والتعهد بعدم التعرض لها بالضرب أو الأذى.
وتقول موظفة أخرى "في أحد الأيام كانت هناك فتاة منزوية في جانب أحد أعمدة الحرم، وظلت على هذا الحال لفترة طويلة، وظنت المراقبة أنها تنتظر أحدا من أقاربها، وبعد أن تأكدت من أنها بمفردها، وعرفت المراقبة أنها هاربة، سألتها عن سبب هروبها، فعلمت أن السبب عنف أخيها الذي يكفلها، وضغطه عليها لتزويجها من رجل في سن والدها، وعند رفضها ذلك، أخذ يمارس معها أساليب التعذيب النفسي والجسدي، وحرمها من الذهاب لمدرستها، وكانت آثار الضرب بادية عليها، وبعد الاتصال بالأخ حضر لاستلامها، وقام أحد الشيوخ في الحرم بنصح أخيها، وأخذ عهدٍ منه بعدم التعرض لها بالأذى.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socialwork.forumegypt.net
ADMIN
مؤسس المنتدى

مؤسس المنتدى
ADMIN

رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 115
النقاط : 341
تاريخ التسجيل : 11/01/2016
العمر : 41
الموقع : https://socialwork.forumegypt.net

 تحقيق في ظاهرة هروب الفتيات -عرض المشكلة مع قصص واقعية ثم العلاج Empty
مُساهمةموضوع: رد: تحقيق في ظاهرة هروب الفتيات -عرض المشكلة مع قصص واقعية ثم العلاج    تحقيق في ظاهرة هروب الفتيات -عرض المشكلة مع قصص واقعية ثم العلاج Emptyالسبت يناير 16, 2016 6:06 pm

وقائع متفرقه

كما استقبلت مؤسسة إصلاحية بالرياض الأسبوع الماضي فتاة تبلغ من العمر 21 عاماً لازالت قضيتها قيد التحقيق، وكشفت الملامح الأولية أن الفتاة يتيمة الأم، وتقع تحت ضغوط شديدة من قِبل أشقائها. ولم تكن هذه المرة الأولى التي تودع فيها الفتاة داخل مؤسسة إصلاحية، حيث تكرر هروبها، وأودعت قبل هذه المرة 3 مرات سابقة .
وروت فتاة في أواخر العشرين من عمرها حكايتها المريرة داخل أسرة تكاتفت عليها بشتى أنواع الإيذاء النفسي والجسدي، ليس لشيء ارتكبته سوى الحصول على درجة الماجستير، تقول س، ي"أعيش داخل أسرة غير متعلمة تعليما عاليا،ِ وبسبب حصولي على هذا المستوى الدراسي والتحصيلي شب لهيب الغيرة، حتى أني أصبحت منبوذة من أشقائي وشقيقاتي".
وتكمل بنبرة متقطعة بالمرارة"كان الأمل الوحيد لخروجي من هذا المحيط هو الزواج، وبالفعل تقدم لي شاب يحمل درجة عالية من التعليم، وعلى خلق ودين، وشقيقته زميلة لي بالجامعة، ورضيت به، إلا أن أهلي رفضوه، متعللين بأنه من قبيلة مختلفة عن قبيلتنا، تناقشت معهم، وحاولت إقناعهم، ولم أحصل على نتيجة، بل إن والدي وشقيقي قررا إيقافي عن الدراسة، ووأد حلمي الذي تعبت عليه كثيراً، وهو درجة الماجستير التي تفصلني عنها شهور قليلة".
وتضيف س، ي"لجأت إلى أحد القضاة، واتصلت به، ونصحني بتهدئة الموضوع، وحاولت ولم أنجح، إلى أن هداني الطريق إلى إدارة الحماية الأسرية بوزارة الشؤون الاجتماعية. لجأت لهم، وبقيت بالدار ليلة، حتى استدعوا والدي وشقيقي، وأخذوا عليهما التعهدات اللازمة لأكمل دراستي ، تقول"استشرت الاختصاصيات بالدار لرفع قضية عضل، ونصحوني بالتريث، ومر على هذا الحادث شهر، وأنا الآن أعيش في صراع نفسي مرير، ولا أدري إلى أين سينتهي مصيوتتوالى اعترافات الفتيات وشكواهن من تعسف الآباء والأشقاء، تقول فتاة "أنا طالبة جامعية، عندما فتش والدي حقيبتي ذات يوم، ووجد أدوات ماكياج من روج وكحل، ضربني ضربا مبرحا"، وتقول أخرى "إن الخروج من المنزل غير ممكن، إلا في الضرورة أو المرض، أما الترفيه فممنوع من باب أن بيت المرأة ستر".

وأحيانا يصل تعسف الآباء والأشقاء إلى حدود مخيفة، فهناك فتيات لم يخرجن من المنزل منذ ثلاث سنوات، وتقول فتاة "والدي يراقبني في كل شيء، حتى عند الرد على المكالمات الهاتفية، يتنصت علي دائما، وسار إخوتي على نهجه، مما سبب عداوة كبيرة جداً بيننا، وكل ذلك من باب عدم الثقة"، تقول أخرى "أبي يأخذ راتبي الذي لا يتجاوز 1000 ريال، رغم أنه مقتدر مادياً، بدعوى أنني لست في حاجة لهذا الراتب، وإذا اعترضت علي أن أتكفل أنا بمصروف المنزل بأكمله".

وفي بعض الأحيان تؤدي هذه المعاملة السيئة من قبل الأهل، إما إلى هروب الفتاة أو إقدامها على الانتحار، تقول فتاة في الخامسة عشر من العمر "حاولت الانتحار مرتين، مرة بسكين حادة، والمرة الثانية بمسدس، والسبب ضغوط أسرية، وعدم تفهم أهلي لي، وتجاهل وجودي في كل شيء، حتى في أدق أموري، هم من يقرر وأنا أجبر على التنفيذ".

وتعبر فتيات عن مشاعرهن المحبطة تجاه معاملة الأهل السيئة، تقول إحدى الفتيات "لماذا لا نعطى الثقة؟، ولماذا الشك؟، وما الذنب الذي اقترفته الفتاة حتى تعامل هكذا؟، لماذا الحرمان والقسوة، ومن أين نأخذ الحنان والرحمة والعطف؟ لمن نشكو همومنا إذا كان من حولنا أكثر قسوة علينا؟".

وتقول فتاة أخرى "كل فتاة بأبيها معجبة، كيف نطبق هذه العبارة في هذا الجو المليء بالشك والغيرة وعدم الثقة والإقلال من الشأن، وإحساسنا الدائم بالحرمان؟ ماذا نفعل ولمن نلجأ، ومن يسمعنا ويفهمنا؟".

وتقول فتاة ثالثة "نعم نؤيد الاهتمام والحرص واجب والملاحظة واردة، ولكن من حق الفتاة التمتع بحقوقها كما نص الدين الإسلامي، الشك الذي تواجه به الفتاة يؤدي إلى إحساسها بأنها أقل من غيرها من فتيات المجتمعات الأخرى، مما جعلها دائمة التقليد لهن".

وتقول فتاة "معظم الآباء هم من يحدد مصير الفتاة، فأصبحت مثل الدمى أو التماثيل يتحكم الواحد فيها تلو الآخر، ابتداء بالأب ثم الأخ، ومن ثم الزوج، فهم من يحددون طبيعة حياتها ومستقبلها، لذلك أصبحت الفتاة محدودة التفكير، ضعيفة الثقافة، في الوقت الذي ترى فيه الفتاة فتيات المجتمعات الأخرى يمارسن حياتهن كما يخططن، فأصبحنا ننظر إليهن على أنهن أكثر ثقافة".

وقالت فتاة جامعية "مازالت الفتاة في مجتمعنا التي تدخل مجالات معينة مثل الطب والتمريض والعمل البنكي وغيره مرفوضة اجتماعيا، وهذا التعامل مع الفتاة سبب لها الكثير من الأمراض النفسية ومن ثم الجسدية، وأدى إلى انتشار حالات الانهيار النفسي للفتيات كذلك انتشرت حالات الهروب والشذوذري".

اندفعت فتاة في السابعة عشرة من عمرها إلى مرحلة صارت معها لا تمانع بالخروج مع الشباب بغرض الحصول على المال - على الرغم من أن أسرتها ثرية - وبالتدريج أدمنت السهر والشرب، ولم تعد تفكر بالمال فقط، بل أصبح لديها في المرتبة الثانية.

حالة الثانية في عمر العشرين، عاشت مع زوجها في حي فقير وسط 3 من أطفالها، غابت عن منزلها قرابة العامين، دون أن يعلم الزوج السبب، وأنجبت خلال فترة غيابها طفلاً سفاحاً، ليفاجأ زوجها بالقبض عليها وسجنها، ولكنه اضطر إلى إعادتها إلى عصمته بعد خروجها، حتى تربي أبناءه الثلاثة، ثم أنجبت منه ابنتين، وبعدما كبر أبناؤها تزوجت الكبرى، وعاشت الابنتان في كنف أبيهما بعدما انفصل عن والدتهما، أما الولدان فأصبحا منحرفين ومن أرباب السوابق.

وسيدة عمرها 19 عاما متزوجة وأم لطفلين، كانت تسكن مع أسرتها في عمارة مكتظة بالسكان، حدث وأن اتهمت جارها الأجنبي الوسيم بأنه انتهز فتح باب شقتها، فدخل عليها واغتصبها، إلا أن زوجها صدم فيما بعد، عندما علم أن الجار صديق لزوجته، وأن الزوجة اتهمت الجار بالاغتصاب، بعدما افتضح أمرهما أمام الخادمة.

وضمن حالات أخرى روتها اختصاصيات في مؤسسة رعاية الفتيات بالرياض حالة إحدى الفتيات اللائي قضين فترة عقوبة بالمؤسسة عمرها 14 عاما، كانت تعاني من الجفاف العاطفي بينها وبين أفراد أسرتها، وعندما عرضت عليها صديقتها أن تسمع كلاماً جميلاً يلامس مشاعرها ستجده في رقم هاتف شاب أعطتها إياه - كانت الصديقة قد جربت الاتصال به - سمعت الفتاة ما أرضاها، وقنعت بالوقوف عند حد الكلام، لكن الشاب طمع في رؤيتها، فاضطرت للخروج معه، وتوالت مرات اللقاء بينهما ستة أشهر، حتى قبض عليهما، وأودعت الفتاة في المؤسسة.

وعانت فتاة أخرى في العشرينيات من انفصال والديها منذ كان عمرها 7 سنوات، ولم تكمل تعليمها، فتوقفت عند المرحلة الابتدائية، حيث عاشت في بيت أبيها الذي كان جافا في تعامله معها، مشغولا بزوجته الجديدة وأبنائه الآخرين، على الرغم من أن ابنته كانت تعيش معهم في نفس البيت، إلا أنه لم يكن يبالي بها أو يسأل عنها، وفي إجازة الصيف كان يتركها عند أعمامها بالأشهر، ولا يسأل عنها، وكانت تشعر خلال تواجدها عند أعمامها بعدم قبولهم لها، كما أن زوجته من النوع السلبي لا تسأل عنها، سهل لها ذلك تكوين علاقات مع أكثر من شاب، وكانت هي من بدأ بهدف البحث عمن تتكلم معه، وتجد من يسمعها، وارتبطت بأحدهم، وقويت علاقتها به، وصارت تخرج معه، وتقابله لفترة تجاوزت العام، حتى جاء الوقت الذي هربت فيه إلى هذا الشاب، فعرفت وقتها أنه متزوج، وكان قد أخبرها بالعكس - وكان أهلها خلال هروبها قد أبلغوا عن اختفائها - فقبض عليها معه.

واختلف وضع سيدة متزوجة، لاحظ أهل زوجها أنها تمارس عادة السرقة منهم، فأبلغوا عنها لتأديبها وردعها عن السرقة - بعدما يأسوا من إصلاحها بأنفسهم - لتعود إليهم بعد قضائها فترة عقابية في المؤسسة إنسانة سوية، وأدركت خلال تواجدها في المؤسسة حرص واهتمام أهل زوجها بها، وسؤالهم عنها، وزيارتهم لها، مقابل جفاء أهلها ورفضهم لها.

وأشارت اختصاصيات نفسيات واجتماعيات في المؤسسة إلى أن أغلب الفتيات اللائي يقعن تحت تأثير دوافع الانحراف تتراوح أعمارهن بين 14و 17 عاما، واتفقن على أن أبرز دوافع الانحراف لدى الفتيات ضعف الوازع الديني، وعدم وجود رادع ذاتي منذ الصغر، يجعل الفتاة تميز بين الصواب والخطأ، إضافة إلى تشديد رقابة الأهل على بناتهم، مما يصيبهن بعدم الثقة، ويدفعهن للانحراف في حال غاب أو فُقد أحد الوالدين، والرغبة في تجربة الجديد في مرحلة المراهقة - خلال المرحلة المتوسطة -، وتشجيع زميلاتها للإقدام على هذا الجديد، دون إدراك لخطورته.

وأجمعت الاختصاصيات على أن الفتاة عادة لا تتوقع وصولها إلى مراحل خطرة تترتب على هذه التجربة، متساهلات في البداية التي تكون مجرد معاكسة هاتفية، تحت تأثير مجاراة الصديقات، بعدها تكون في مرحلة لا تتحكم خلالها بعواطفها فور الدخول مع الشاب بالأحاديث، ومن الممكن أن يؤثر فيها فيدفعها لرؤيته.

الأسرة سبب رئيسي للانحراف

وأوضحت الاستشارية النفسية الدكتورة عائشة الشهري أن الأسرة سبب رئيسي لانحراف فتياتها، ويشكل تأثير الأسباب الأخرى 10 %، مشيرة إلى آخر دراسة أجريت عام 1424 هـ، حيث أوضحت تحاليل البيانات الرسمية الخاصة بالجرائم النسائية خلال 1400هـ وحتى 1416 هـ ازديادها من 418 حالة إلى 1400 حالة، وفي عام 1415 هـ وصل عدد الحالات إلى 1800 حالة، مؤكدة مضاعفتها إلى 5 مرات.
وأوضحت أنه في السابق كان هناك نوع من التكتم، أما الآن فأصبح التطرق لهذا الموضوع علنيا، كما أن درجة الوعي لدى الناس زادت، و لكن الباحثين في مجال القضايا الاجتماعية والأسرية والجرائم النسائية قلة على المستوى الإحصائي.
وأكدت الشهري أن الأسرة مسؤولة عن هروب بناتها، فالإهمال من أسرة غير حازمة عند ارتكاب الأخطاء، والتساهل مع الأبناء قد يكونان سببا في هروب الفتيات، وتضرب مثلا بإحدى الفتيات التي راجعتها في العيادة، تقول "راجعتني ذات مرة فتاة عمرها 14 عاما، أسرتها وفرت لها كل سبل الراحة والرفاهية، ومع ذلك تركت البيت لتذهب مع أحد الشباب، وتبقى معه 4 أيام، ووالداها على علم بذلك، وكانت تعود للبيت بدون أي محاسبة أو عقاب، وتختلق الأسرة لها الأعذار، مع علمهم بممارساتها الخارجة مع هذا الشاب، وقد أخبرتهم أنها تريد الزواج به، ولكن الشاب كان غير جاد، وراح يلهو بها، ولم يتقدم لخطبتها، مع العلم أن الأسرة على مستوى اجتماعي وعلمي عال، وللأسف لم تتحرك الأسرة لتنقذ ابنتها، إلا بعد أن ضغط عليهم الأهل والأقارب، فأحضروها لي في العيادة، واعتقدوا أنها تعاني مرضا نفسيا، ولم يعوا أن الفتاة مراهقة، ولديها رغبة قوية في الحب، وأسرتها متساهلة جدا معها، وقد بدأ علاجي لها بتطبيق برنامج سلوكي معها ومع الأسرة، بدأت بعده تنضبط نوعا ما، وتحسنت ".

المعاملة السيئة قاسم مشترك

المعاملة السيئة للفتاة من قبل الأهل قاسم مشترك في معظم حالات الهروب، وتتعدد قصص الفتيات اللائي تعرضن للأذى من أهلهن، فهناك فتاة يمنعها والدها من النوم في غرفة نوم مغلقة الأبواب، ولابد من فتح باب غرفتها دائما، والأبواب تنزع بشكل كامل، وأخرى تقول يجبرها والدها على النوم في غرفة استقبال الضيوف، حتى تبقى دائما تحت النظر، وثالثة تقول "لا أخرج من المنزل حتى يتفقد والدي أو أحد أخوتي ملابسي ويفتش حقيبتي".
وتشكو أخرى من عدم موافقة والدها على إكمال الدراسة إلا عند المرحلة الثانوية فقط، وتقول أخرى "منعني والدي من دخول القسم الذي طالما كنت أحلم به، وهو قسم العلوم الطبية، فأصبت بحالة نفسية شديدة، وكان الأهل يعتقدون أن ذلك غضب سيمر، مما أدى إلى هروبي من المنزل، وتقول فتاة "لا توجد في منزلنا أبدا مفاتيح لأي غرفة، حتى دورة المياه ممنوع إغلاقها"، وتقول أخرى "لم أختر يوما ملابسي التي أرتديها أنا، إنما والدي أو أحد إخوتي هم من يختار"، وتقول أخرى "يسمح لإخوتي الأولاد بمشاهدة ما يريدون في التلفاز، حيث تم تخصيص جميع القنوات الفضائية وجميع أدوات التسلية لهم، ونحن الفتيات ممنوع، حتى لعب البلايستيشن ممنوع".

الظلم والقسوة والحرمان

وأضافت "الظلم والقسوة والحرمان تجعل من الحياة صعبة على الفتيات المراهقات، فهناك شقيقتان واحدة في الرابعة عشرة، والأخرى عمرها 12 عاما أباهما مدمن طلق والدتهما، وحرمهما رؤيتها، وأخذ يعذبهما، لدرجة أنه كان يطفئ السجائر في جسديهما، وكانت زوجته تشارك في تعذيبهما، فلم تحتملا الوضع، ولجأتا للجيران، فتعاطفوا معهما، وساعدوهما، وبلغوا الجهات المختصة التي قامت بضمهما لوالدتهما تحت حماية المركز".
وأوصت الشهري بضرورة استحداث منهج التربية الجنسية في المدارس، لحماية الأبناء من التحرشات الجنسية، والعلاقات الجنسية المحرمة، وترى أن هذا عامل كبير لمنع استغلال الأبناء، وخاصة الفتيات من قبل البعض.

سلبية الأمهات

وأوضحت مديرة إدارة الخدمة الاجتماعية بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني سميحة الحيدر أن للفتيات الهاربات سمات عامة، تتمثل في عدم تناغم أسرهن اجتماعيا، بحيث لا تجد الفتاة من تلجأ إليه، وغالبا ما تكون الفتيات من الطبقة الفقيرة، مضيفة أنها تلاحظ من خلال واقع الحالات أن الأمهات يتصفن بالسلبية في تعاملهن مع بناتهن قبل وبعد حدوث المشكلة، حيث تكون أدوارهن هامشية.
وقالت الحيدر إن الأم تهدد ابنتها بأبيها، ليكون الأب مصدر رعب للابنة، وعندما تتحدث الابنة مع أمها عن أي مشكلة، تخاف الأم من تحمل المسؤولية، لعدم وجود من يحميها من غضب الأب، فتتنحى عن المشكلة، وتترك ابنتها أمام والدها ليتصرف معها كيفما شاء.
وانتقدت هذا الأسلوب في التعامل، في الوقت الذي يفترض فيه أن يكون دور الأب مكملا لدور الأم، موضحة أن الفتاة عندما تعرف ما سيؤول إليه حالها مسبقا، فإنها تخاف المواجهة، ولا تجد من تلجأ له، وتضطر للهرب بحثا عما تفتقده، مؤكدة أن غالبية شريحة الهاربات من المراهقات، وأكثرهن يعانين من مشكلة في البيت، ولا يردن العودة إليه.
ودعت الحيدر الوالدين إلى تخصيص وقت محدد في اليوم للاجتماع الأسري، ومناقشة مشاكل الأبناء، وتعميم أجواء التفاهم والتواصل في الأسرة، لحماية المجتمع من هذا النوع من المشاكل، موضحة أن نوعية المعالجة تختلف من أسرة إلى أخرى، حيث تتحدد بحسب مفاهيم كل أسرة ومستواها الثقافي والاجتماعي.

مؤسسات لحماية الهاربات

فيما دعا الأكاديمي الاجتماعي بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والباحث في شؤون الفتيات الدكتور ناصر العود إلى إيجاد مؤسسات أهلية أو خيرية لحماية وإيواء الهاربات، مشيرا إلى أن المؤسسات الرسمية لا يمكن أن تقوم بدورها في الجانب الاجتماعي بحماية الهاربات على الوجه الأكمل، مستشهدا بالمنظمات الرسمية في الدول الغربية - فضلا عن النامية- التي لم تقم بجهد كبير في رعاية الجانب الاجتماعي، موضحا أن سبب نجاح المؤسسات الأهلية أو الخيرية في المجال الاجتماعي يرجع إلى الرغبة الحقيقية لدى العاملين فيها بالعمل وتكريس أنفسهم للفئات المحتاجة، وهذا ما حدث في جمعيات خيرية كجمعيتي مكافحة المخدرات والسرطان السعوديتين وأسهم في نجاحهما، واقترح إيجاد بيوت مؤهلة باختصاصيين واختصاصيات مؤهلين متعاونين ومتطوعين لرعاية الهاربات، وحذر من العدد اللافت لحالات هروب الفتيات مشيرا إلى أنها لم تصل حتى الآن إلى حد الظاهرة، إلا أن بوادر الظاهرة موجودة فيها.

وأكد الدكتور العود تعدد دوافع الهروب، فمن الفتيات من تهرب لتنجو بشرفها، وثانية تهرب للبحث عن المتعة، وأخرى تهرب من مشاكلها، مشددا على تقديم الجانب الوقائي على الجانب العلاجي لهذه المشكلة، حيث تتم وقاية النشء بتربيتهم من الصغر على الفضيلة.
وحدد الدكتور العود السمات النفسية الشخصية للهاربات، والمتمثلة في العزلة الدائمة للفتاة عن أهلها قبل هروبها، وشعورها بالاحتقار داخل أسرتها، كما تزداد رغبة الفتاة في الخروج من بيت أسرتها مع صديقاتها، وفي ذلك خطورة على نفسها والآخرين، بعكس الفتاة المندمجة مع أسرتها، داعيا الوالدين للانتباه لحالة الابنة النفسية وتواصلها مع الآخرين، داعيا المختصين إلى إجراء دراسات وأبحاث تفصل هذه الظاهرة وأسبابها وأعراضها وطرق مواجهتها، كما طالب بتعزيز الخطوط الهاتفية الإرشادية طوال الـ 24 ساعة، لتطرح الفتيات مشاكلهن الاجتماعية في أي وقت، وفي جو آمن، يقضي على الخجل من نقل المشكلات خارج البيت بدون تدخل الأهل.
وأوضح الدكتور العود أن لهروب الفتيات إرهاصات تقف خلفه، وتتعلق بعدد من الجوانب منها الجانب الثقافي متمثلا في التغير الذي مر فيه مجتمعنا والتطور الإعلامي، وما تبعه من دخول كم هائل من القنوات الفضائية التي جلبت ثقافات غريبة عن مجتمعنا، ونوقشت فيها مفاهيم مغلوطة كالصداقة، والحب قبل الزواج، والعلاقة بين المرأة والرجل، واستثارة عواطف الفتيات من خلال ذلك، مما يعطي محفزا للهروب، إن لم يتنبه أحد، إضافة إلى الجانب البيئي من حيث اضمحلال دور الأسرة ودور المدرسة والجيران والأقرباء، منتقدا عدم دعم الأب والأم الموظفة لأبنائهما وبناتهما عاطفيا، وإهمالهما لتكوين الأبناء النفسي.
ونبه للحالة التي تصل إليها الفتيات ـ طالبات الاستشارة ـ من التفكير بالتخلص من أسرهن، محذرا من تردي حالهن، واستغلالهن في مرحلة الضعف التي يمررن بها، عندما يعشن في ظل أب ضاغط، ووضع اجتماعي سيئ، فتمل الفتاة من حياتها، وحينها تكون لقمة سائغة يتلقفها الشباب بطرق مختلفة يستخدمونها لخداع الفتيات.

عدم الإشباع العاطفي وصديقات السوء

وحدد أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام الدكتور عبد الله اليوسف هروب الفتيات بنوعين، هروب مادي بترك البيت، وآخر معنوي ببقائها في البيت، لكن مشاعرها وأحاسيسها تكون في الخارج، وهذا نوع من الاغتراب، بمعنى أنها تعيش مع الأسرة في البيت، لكنها غير موجودة في محيط الأسرة، مشيرا إلى أن التركيز دائما يبقى على الهروب المادي.
وقال الدكتور اليوسف إن دراسة كشفت أن هروب الفتيات هو الجريمة الثانية التي تتسبب في دخول الفتيات مؤسسة رعاية الفتيات وانحرافهن، ولأسباب كثيرة منها نمط التنشئة الأسرية، مثل تشدد الأب على ابنته، إما بالضغط عليها، وتزويجها من رجل مسن، أو عدم الاهتمام بإشباع الجانب العاطفي الذي تحتاجه، بالمقابل تعايش متغيرات كثيرة في الحياة اليومية يلعب الإعلام دور كبيرا فيها، فيصور لها أن الحياة رومانسية وعاطفية بشكل خيالي بعيد عن الواقع، مما يجعل الفتاة تتوقع أن الحياة كلها كذلك، في ظل افتقارها للإشباع العاطفي داخل البيت، بالتالي تشعر أنها محرومة، مما يفقدها التوازن ، ويسبب لها الخلل، أيضا صديقات السوء قد يسهلن الأمر على بعض الفتيات اللواتي قد يعانين من ضغوط أسرية.
وأضاف أن أحد أهم الأسباب غياب الرقابة المنزلية، فالأب دائما مشغول والأم كذلك، والأبناء غارقون في مشاكلهم، خاصة في فترة المراهقة، هذا الانشغال ربما يقود للمعاكسات الهاتفية، والوقوع في الخطأ، بعدها تهرب الفتاة، لأنها أخطأت، ولم تعرف كيف تتعامل مع هذا الخطأ.
وأضاف الدكتور اليوسف أن التفكك الأسري وطلاق الأبوين أو وفاة أحدهما من الأسباب المهمة في انحراف الفتيات، إضافة للفقر، فالبيئة الاقتصادية المتدنية والمستوى التعليمي للوالدين من الأسباب أيضا، ولكن هذا لا يعني ألا يحدث الهروب في الأسر المستقرة ماديا، مشيرا إلى أننا ما زلنا بحاجة لمزيد من الدراسات والبحث، وإيجاد آلية في الأسرة تساهم في تكيفها مع المتغيرات الاجتماعية بشكل هادف ومتزن.
يقول "يقع ذلك على الإعلاميين والأكاديميين والمراكز الاستشارية، فمهما كان المستوى التعليمي لرب الأسرة عاليا فإنه يظل بحاجة لرأي آخر ينير الطريق"، مطالبا الإعلام بالاتزان في التوعية، والبعد عن الإثارة..
ويشير الدكتور اليوسف إلى أن نسبة الهروب في عام 1424هـ بلغت 3285 بين الذكور والإناث، حيث وصل عدد الإناث 850، وقد تختلف مع التوسع الحضاري بسبب المتغيرات وبنسب بسيطة، لكن مقلقة في مجتمعنا المحافظ، مؤكدا أننا نحتاج الآن أن نلتفت كمتخصصين وآباء وأمهات إلى مثل هذه الأمور حتى لا تصبح خارج نطاق السيطرة.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socialwork.forumegypt.net
ADMIN
مؤسس المنتدى

مؤسس المنتدى
ADMIN

رقم العضوية : 1
عدد المساهمات : 115
النقاط : 341
تاريخ التسجيل : 11/01/2016
العمر : 41
الموقع : https://socialwork.forumegypt.net

 تحقيق في ظاهرة هروب الفتيات -عرض المشكلة مع قصص واقعية ثم العلاج Empty
مُساهمةموضوع: رد: تحقيق في ظاهرة هروب الفتيات -عرض المشكلة مع قصص واقعية ثم العلاج    تحقيق في ظاهرة هروب الفتيات -عرض المشكلة مع قصص واقعية ثم العلاج Emptyالسبت يناير 16, 2016 6:07 pm

تحذير من السقوط

وحذر مدير التوجيه والتوعية بوزارة الداخلية الدكتور علي بن شايع النفيسة الفتيات مما يغفلن عنه من أهداف تنال من عفاف الفتاة، عبر تسخيرها لبيع الهوى والمتعة المحرمة، واصفا بعض الفتيات الهاربات بأنهن يعانين من اضطرابات نفسية تدفعهن إلى الهروب، فيجدن من يتلقفهن لأغراض خبيثة، تنحصر غالبا في المتعة الجنسية المحرمة، مؤكدا أن تطبيق الأحكام الشرعية يعد رادعا للعبث، سواء في حق المحرضين الذين يديرون أوكار الدعارة، أو في حق الفتيات اللاتي يتورطن بالزنا وتعاطي المسكرات والمخدرات في تلك الأجواء الموبوءة بالعفن والآثام.

وأوضح الدكتور النفيسة أن بعض الفتيات يلجأن إلى الهروب لأسباب مالية، حيث تسعى الواحدة منهن لتحقيق أوهام خيالية وطموحات تفوق إمكاناتها وإمكانات أهلها المادية، مشيرا إلى أن الجانب الاجتماعي يأتي في مقدمة أسباب الهروب، ويتمثل غالبا في التفكك الأسري، ثم ضعف القوامة والخلل في التربية، إضافة إلى الأساليب الماكرة الخادعة التي يزاولها البعض من ضعفاء النفوس وأصحاب المقاصد السيئة للتغرير بالفتيات، وإيقاعهن في شبكات الدعارة وأوحال المخدرات. ودعا إلى ضرورة تقوية الوازع الديني لدى الفتيات، كأحد أهم وسائل الحد من عملية هروبهن، إضافة إلى التكاتف الأسري، واحتواء الفتيات في مرحلة المراهقة، واحتواء المشاكل الأسرية والزوجية قبل استفحالها، لمساهمته في الاستقرار النفسي والاجتماعي للفتاة.، كما دعا إلى تيسير زواج الفتيات، كسبب فاعل في الحد من هروبهن، وشدد على حفظ الفتيات من مواطن الفتن ومصائد الخبث من الرجال والنساء.

هروب مرضي

فيما عبرت أسرة زهور عن حزنها واستيائها مما عانته ابنتهم خلال فترة مرضها في السنوات الأربع الماضية، فبعد أن أصيبت بمرض غريب وهي في العاشرة، ترددت بسببه على الأطباء النفسيين والمقرئين، هربت من البيت، ولم تعد منذ أربعة أشهر.
وروى شقيق زهور معاناتها مع المرض، وقال "كانت زهور في العاشرة عندما أصيبت بالعين، ثم بمس من الجن سحرها، وسخرها له، وأفقدها وعيها، وقد حاولت الهروب مرتين، والمعالجون أخبرونا بذلك، وطلب أحدهم من العائلة أن يديروا شريط القرآن في المنزل طوال اليوم، وتضايقت زهور من القرآن، فكسرت الباب، وهربت في الصباح الباكر، ومازال البحث عنها جاريا"، مشيرا إلى أن الطبيب النفسي شخص مرضها على أنه حالة نفسية، ووصف لها دواء مهدئا، ولكن أحد المعالجين منعها من أخذ الدواء، لأنه ـ كما قال ـ يؤثر عليها.
حول هذه الحالة قال الاستشاري النفسي بمستشفى الحرس الوطني الدكتور سعيد كدسة إن مسألة الجان والسحر لا أحد ينكرها، ولكن يبدو أن الفتاة تعرضت لمرض عضوي أدى إلى اختلال قدرتها العقلية، إضافة إلى مشكلة نفسية لم يتعامل معها الطبيب النفسي وأسرتها بطريقة صحيحة، مشيرا إلى أنه يجب البحث عن المرض، وكيف بدأ معها، وهل تعرضت لحرارة شديدة، أو غابت عن الوعي، ولابد من معرفة التاريخ المرضي.

زيادة الاهتمام الأسري

إلى ذلك دعت الاختصاصية النفسية خديجة خميس إلى زيادة الاهتمام الأسري بالفتيات، لمواجهة ظاهرة هروب الفتيات من المنازل، وأضافت أن كثيرا من المدارس والجامعات والأقسام الأمنية سجلت في الآونة الأخيرة كثيرا من حالات الهروب لفتيات معظمهن في سن مبكرة، وهذا يعود إلى العديد من الأسباب، في طليعتها ضعف الاهتمام الأسري بالفتيات، وتعرضهن لضغوط أسرية متعددة، وارتفاع الحرمان العاطفي لديهن، نتيجة جهل الوالدين بأساليب التربية الصحيحة، واستخدام أساليب خاطئة مثل القسوة الزائدة، أو التفرقة أو التذبذب في المعاملة، أو التدليل الزائد، أو انشغال الأب والأم وتهاونهما في عملية التربية، واضطراب الجو الأسري بسبب عدم وجود تفاهم بين الأب والأم، وانعدام الحوار الإيجابي والفعال داخل الأسرة، مشيرة إلى أن كثيرا من المراهقات في هذه السن بحاجة إلى حضن الأم وقلبها وعقلها.
وأضافت خميس أنها تتلقى شكاوى يومية من كثير من الفتيات يرددن "أمي مشغولة، أمي تعاملني بقسوة، نظرات أمي تخنقني"، وهذا لا يعكس دور الأم في الأسرة، إذ يفترض أن تكون هي الأقرب، وهي السند للفتاة في هذه السن حيث تحتاج إلى عطفها وإلى حبها، فإذا لم تحصل على ما تحتاجه داخل المنزل، فستبحث عمن يشبع هذا الحرمان العاطفي خارج المنزل وبطرق خاطئة، فالحرمان العاطفي سبب رئيسي لهروب كثير من الفتيات.

وتابعت الخميس قائلة " وسائل الإعلام والإنترنت غيرت كثيراً من المفاهيم والقيم الدينية لدى جيل اليوم، مما يصعب من مهمة الأسر والتربويين عموما، فأصبحت مفاهيم الحب والصداقات والعلاقات مباحة وفي متناول الكثيرات دون وجود رادع تربوي، وكل الأشياء مغرية للفتيات والشباب أيضاً، كل هذه العوامل تؤثر على الفتاة لتخلق منها شخصية متمردة، أو شخصية ضعيفة مكبوتة، أو تعاني من عدم النضج، ومن الحرمان العاطفي أو المادي، لتصبح شخصية سطحية دون معان توقفها أو تردعها عن ارتكاب الأخطاء.

كشفت آخر إحصائية صادرة عن السجل الإحصائي لوزارة الداخلية لعام 1426هـ أن عدد الإناث الهاربات والمتغيبات عن منازلهن بلغ 1334 حالة خلال عام واحد. وقال مصدر أمني لـ"الوطن" إن الهاربات في معظم الأحوال يتم إيقافهن إما بمؤسسات الرعاية إن كانت من الفئة العمرية دون الـ30 عاماً، أو بسجن النساء إن كانت في سن أكبر، وذكر أن هذه الحالات لا تخضع للمحاكمة إلا في حال اقترلن الهروب بجريمة جنائية أو أخلاقية.
وتستعد غداً الأحد سجينة أربعينية تقطن في سجن النساء بالرياض بتهمة الهروب من الأهل للزواج، حيث تخرج أخيراً مع عريسها بعد مرور ما يقارب عامين على حبسها بسبب مشاكل أسرية تم حلها من قِبل إدارة السجن والجهات القضائية بنزع ولاية والدها عنها.

وأرجع أستاذ علم الجريمة بكلية الملك فهد الأمنية اللواء ركن عبدالرحمن المعجل أهم أسباب انحراف الفتيات في المجتمع العربي والسعودي إلى تأثير بيئات الحي والمدرسة والأسرة وغيرها، وضعف الوازع الديني والثقافة الدينية، في ظل ما يبث عبر القنوات الفضائية من مفاهيم وقيم غير سوية، كذلك تزويج كبار السن من فتيات صغيرات، إضافة إلى انتشار العنوسة في المجتمع، التي تنتج عن غلاء المهور الفاحش، وما يتبعه من تكاليف باهظة تثقل كاهل الشاب، مما يؤدي إلى تأجيل فكرة الزواج إلى سن متأخرة، كذلك افتقاد الفتيات والسيدات إلى وسائل الترفيه البريء، مطالبا بإيجاد أندية نسائية يمارسن فيها هواياتهن، وتروحن عن أنفسهن تحت إشراف مسؤولات على مستوى عال من الوعي الثقافي والديني.
ودعا المعجل إلى التركيز على الثقافة الدينية للمرأة، وتحصينها، وتقوية رقابة الفتاة الذاتية، مع تنشئتها تنشئة صالحة، وتربيتها على الرحمة والمودة، مشيرا إلى أن العنف والتسلط في تربية الأبناء ينعكس سلبا على البنين والفتيات، مما يقود إلى الانحراف، كما دعا إلى مساعدة الفتاة في قضاء شؤونها، مع وجود رقابة غير مباشرة من الوالدين وثقة متبادلة بينهما وبين ابنتها، محذرا من ممارسة الكبت عليها.
وأكد المعجل أن جرائم المرأة في المملكة لا تقاس أمام جرائم المرأة في المجتمعات الأخرى، مرجعا سبب ذلك إلى العادات والتقاليد السائدة في مجتمعنا الإسلامي، لكنه دعا في الوقت نفسه إلى تقليص القليل قدر المستطاع، مستشهدا بإحصائية وزارة الداخلية لجرائم الإناث خلال عام 1423هـ، حيث بلغ مجموع الحوادث الأخلاقية 9580 حالة بينها 3075 حالة من الإناث، في حين بلغت جرائم القتل في نفس العام 202 حالة، بينها 8 إناث فقط، ولم تحدد جنسياتهن.
وكشف أستاذ الدراسات الاجتماعية ومناهج البحث في كلية الملك فهد الأمنية الدكتور محمد السيف في دراسة ميدانية أجراها عام 1426هـ أن 135 فتاة محكوم عليهن بالسجن بسبب ارتكابهن جرائم جنسية أو مخدرات أو مسكرات أو جرائم اعتداء وأموال، منهن 59 في مؤسسة رعاية الفتيات في مكة المكرمة، و54 فتاة في مؤسسة الرعاية بالرياض، و22 في مؤسسة الرعاية بالأحساء.
وأكد الدكتور السيف أن 86.8% منهن كانت أفعالهن لتحقيق أهداف اجتماعية عاطفية، مقابل 13.2% فقط منهن كن يمارسن الانحراف للحصول على منافع مادية، مضيفا أنه توصل من خلال دراسته إلى أن الغالبية من البنات السعوديات كن يندفعن للانحراف بحثا عن مشاعر الحب والحنان بنسبة 32.5%، أو الانتقام وكراهية أفراد الأسرة بنسبة 33.8%، ونادرا جدا ما تنحرف الفتيات في المجتمع السعودي إشباعا للغريزة، حيث تمثل نسبتهن 6.1%.
احصائيات 86.8% من دوافع انحراف الفتيات اجتماعية عاطفية و13.2% منها للحصول على منافع مادية

الوضع القانوني للهاربة

وعن الوضع القانوني للهاربة قال صبري "من الناحية القانونية عند هروب الفتاة من منزلها قد تتجه إلى شخص غريب عنها وتسكن معه، وهذا بالطبع غير شرعي، ويعد خلوة غير شرعية يعاقب عليها بعقوبة تعزيرية يعود تحديدها إلى القاضي حسب ملابسة كل قضية" مضيفا أن المساعدة الواجبة التي قد تخفف من هذه الأزمة تكون بتنظيم برامج ودورات لتثقيف الأهل في كيفية التعامل مع الأبناء، وإصدار أنظمة وقوانين لمعاقبة الأهل في حال قيامهم بضرب أبنائهم بقسوة وبدون أسباب.
وأضاف صبري أن من أسباب هروب الفتيات من أسرهن نقص الثقافة الأسرية، ونقص المعلومة أو الثقافة الدينية، فهناك فجوة كبيرة بين الأبناء وأسرهم مردها عدم التقاء الأسرة في جلسات مع بعضهم تتم فيها مناقشة الأمور الأسرية، والعمل على معالجة أية مشاكل أو أخطاء، كما أن البعض يعتقد أن المرأة لا يجوز لها أن تعمل أي شيء، أو يكون لها رأي في أي شيء.
وأوضح أن الكثير من الأسر لا تجلس مع الأبناء، ولا تتابعهم في مدارسهم، أو في حياتهم اليومية، ولا تنظر لاحتياجاتهم، ومحاولة حل مشاكلهم، ليس ذلك فقط، فالبعض يقوم بمعاملتهم معاملة قاسية تصل إلى الضرب المبرح والسباب والنقد الجارح، مما يسبب حالات نفسية عند الفتاة، وبالتالي الهروب للبحث عن مكان آخر تعتقد الفتاة أنه يوفر لها الأمان والحنان، خصوصا أن المرأة بصفة عامة تحتاج إلى المحبة والحنان، حتى تشعر بالأمان والاستقرار النفسي.

ضعف الوازع الديني

وأشار الكاتب على خضران القرني إلى أن أهم الأسباب التي قد تدفع بالفتاة إلى الهروب ضعف الوازع الديني والتفكك الأسري، وضعف الرقابة والمتابعة من قبل الأسرة، وسوء اختيار الأصحاب والرفاق داخل المدرسة وخارجها، أيضا التأثر بتيارات الانفتاح، والتأثر بما تبثه من أفكار الغياب عن المنزل لفترات طويلة دون محاسبة، وقضاء أكثر الأوقات أمام القنوات الفضائية الهابطة والإنترنت، والتفرقة وسوء المعاملة بين الأبناء، والتقصير في النفقة والشح فيها، وعضل الفتاة عن الزواج لأسباب غير مقنعة شرعا وعرفا، خاصة إذا كانت الفتاة مطلقة أو إجبارها على الزواج بشخص لا ترغبه، والتشديد والغلو من بعض أولياء الأمور في تكلفة الزواج والمهور، ووضع التعقيدات، كل ذلك قد يدفع الفتيات للهروب من ذويهن.

ظاهرة جديدة على المجتمع

وقال الكاتب مناحي القثامي "هروب الفتيات ظاهرة جديدة ظهرت في المجتمع السعودي، ويظهر لنا أن هناك تشابكاً في هذا الموضوع، فهناك عوامل عدة تعمل على تفشي هذه الظاهرة، والعامل الأسري له الدور الأكبر من حيث بعد الإشراف على الفتاة ومتابعتها، وتلبية متطلباتها المادية والأسرية، كما لا ننكر في الحقيقة الجانب الإعلامي، وأقصد بعض القنوات الفضائية بما فيها من إبهار، وخروج عن معتقدات المجتمع السعودي، في نفس الوقت يقع على الفتاة مسؤولية عدم تفكيرها الناضج بالنسبة لعملية اختيار الصديقات، هذه قد تكون دوافع للفتاة التي تقدم على أعمال شائنة، ومنها الهروب".
وذكر القثامي أن معالجة هذا الأمر تكون بتوعية وتبصير الفتيات، وخاصة في المدارس والجامعات، لأن الأسرة ربما تعجز عن احتواء الفتاة، بسبب انشغال الأب بظروف الحياة، يقول "لا يمكن أن نكابر ونقول إن علينا منع القنوات والمعلومات القادمة التي تزين للفتاة الخروج عن تقاليدنا الاجتماعية، لأن هذه الوسائل متاحة عبر الوسائل الإعلامية المتعددة، وهي تساهم في تشكيل الوضع الاجتماعي الجديد للمجتمع، خاصة لمن لا يملك قدرة على التمييز، وعلينا الاعتراف بأن مجتمعنا السعودي يمر مثله مثل المجتمعات الأخرى بتشكيل جديد في مضامين حياته".

دور مهم لمراكز الأحياء

وأشار مساعد أمين المجلس الفرعي لمراكز الأحياء بمحافظة جدة محمد بيومي إلى أن أحد أهم أسباب تلك المشكلة وجود خلافات متكررة في الأسرة، ولاسيما بين الزوجين، وكذلك تعامل الأب الجاف مع الأبناء، فكثير من الآباء تجدهم في غاية اللطف والوداعة مع الأصحاب والزملاء، وبمجرد دخول الوالد البيت تجده ينقلب ليكون فظا عنيفا، والأبناء في مرحلة المراهقة بحاجة إلى التعامل بلطف وحنان، ويجب على الأب أن يصاحب أبناءه، وأن يتبسط معهم، ويفتح مجال الحوار بينهم.
وأضاف أن من عوامل الهروب الرفقة السيئة، فتأثيرها على النشء خطير، وعلى الأمهات مراقبة تصرفات البنات ومعرفة من يصاحبن، إضافة إلى أهمية تفرغ الوالدين للجلوس مع الأبناء، والحديث معهم عن أحوالهم، وخلق حوارات بين أفراد الأسرة، إذ أصبح كثير من الأسر لا يتقابل أفرادها إلا في فترات متباعدة كيوم الجمعة، أما في الأيام العادية فكل في عمله، وفي المنزل كل في غرفته.
وعن دور مراكز الأحياء في هذه القضية قال بيومي "الأقسام النسائية لمراكز الأحياء تلعب دورا مهما في استقطاب الفتيات، للالتحاق ببرامج تثقيفية ترفيهية تشغل أوقات فراغهن، وتنمي وتصقل مواهبهن، كما أن المراكز تقدم الاستشارات النفسية والاجتماعية للفتيات عبر الهاتف أو عبر مقابلة اختصاصيات بمقار المراكز، كما تقدم المراكز دورات تأهيلية للأمهات في طرق التربية والتعامل مع الأبناء، مشيرا إلى أنه تم إدراج تفعيل أدوار الأقسام النسائية ضمن الخطة الاستراتيجية للجمعية عن ثلاث السنوات المقبلة.

اختلاف الثقافات

واعتبر المستشار القانوني يحيى محمد الشهراني هروب الفتيات يرجع في الأصل إلى اختلاف الثقافات داخل البيت الواحد، حيث إن الآباء والأمهات يتعاملون مع الأبناء والبنات بنفس العقليات الماضية والقديمة التي كان آباؤهم وأمهاتهم يتعاملون بها معهم قبل 40 سنة، مشيرا إلى الحاجة الماسة إلى توفير مراكز اجتماعية متخصصة تقدم استشارات نفسية واجتماعية للآباء والأمهات في كيفية التعامل مع الأبناء.
وقال إن معظم القضايا الخاصة بهروب الفتيات التي كان شاهدا عليها خلال عمله في هذا المجال كانت نتيجة لسوء معاملة الأسرة، ووجود مشكلات أسرية، إضافة إلى انعدام أسلوب الحوار بين الأبناء والأهل، مبينا أن مشكلات الأبناء في هذا العصر اختلفت بنسبة 100%.
وأوضح الشهراني أن طريقة التعامل من قبل الأمهات مع بناتهن وكذلك الآباء وأسلوب التعامل بالشدة والعنف أضحت من أهم أسباب هروب الفتيات، إضافة إلى عدم بحث الآباء والأمهات عن الأساليب المثلى للتعامل مع هذا الجيل، مما جعل الكثيرين من أبناء هذا الجيل وبناته لا يقدمون الاحترام لآبائهم وأمهاتهم، بسبب تعلقهم بالقديم من الأفكار وطريقة التربية.
وقال إن هناك حاجة ماسة إلى تعريف الآباء والأمهات بالواقع الجديد في التربية، وأسلوب التعامل مع الأبناء الذي اختلف بشكل جذري، مبينا أن مشكلة الفقر تعد من أهم المشكلات التي تواجه العديد من الأسر، وينعكس ذلك على سلوكيات الأسرة مع أبنائها، وأنه بالضرورة على الأسرة الاقتراب من أبنائها، وأن لا تنظر إليهم من أبراج عاجية، بل أن تنزل إلى مستوى تفكيرهم، وتمنحهم حرية التعبير عن آرائهم، موضحا أن هناك العديد من القصص التي كادت تنتهي بنهايات مدمرة، بسبب هروب الأبناء والبنات، وجميع هذه القصص تعود في منشأها لعدم التأقلم بين الجيلين، الجديد والقديم، وعدم القدرة على الانسجام، ورفض مبدأ الحوار والنقاش من الجيل القديم، إضافة إلى مشكلات اجتماعية داخل الأسرة من طلاق وإدمان وفقر.

عزلة نفسية

ووصفت الاختصاصية الاجتماعية بمستشفى الصحة النفسية بأبها لطيفة سلمان أنواع الهروب للفتيات بأنها متعددة، منها هروب معنوي، وهو الأكثر شيوعاً، وذلك لطبيعة المجتمع المحافظ، ولخوف الفتاة من الأسرة، فتنعزل الفتاة نفسيا، ً وتبقى في غرفتها مدةً طويلة، حيث تجعل لنفسها عالماً آخر من خلال الأحاديث الهاتفية، أو المحادثة عبر الإنترنت، كما أن هناك شكلاً آخر من أشكال الهروب إلى الذات وهو المشاكسة، حيث ترفض بعض الفتيات أي موضوع يطرح لها سواءً كان سلبياً أم إيجابياً، ليس بهدف الوصول إلى نتيجة، ولكن بغرض الحب في المعارضة التي تأتى في هذا الإطار رغبة منها في إثبات الذات، كما أن هناك الهروب المادي، وذلك عندما تصل الفتاة إلى حد معين من اليأس، فتقذف بنفسها إلى الهروب، وترك الأسرة، والانسياق وراء العبارات المعسولة والوعود الكاذبة، أو نتيجة لرغبة الأهل في زواج الفتاة من كبير في السن لا ترغب في الزواج منه.
وأبانت لطيفة سلمان أن من أهم أسباب هذه المشكلة هو وجود مشكلات أسرية متعددة، ومنها مشكلات اجتماعية مثل الطلاق ووجود زوجة الأب وتسلط الأب إضافة إلى مشكلات اقتصادية مثل الفقر والحاجة والجهل، إضافة إلى صديقات السوء والتقليد الأعمى لو سائل الإعلام التي لعبت دوراً كبيراً في تغيير أفكار فتياتنا، والتدليل الزائد فسريعاً ما تُصاب الفتاة بالملل من حياتها الرتيبة في نظرها وتنشد الإثارة من خلال اقتحام المجهول، والضغط على الفتاة بالزواج من رجل مُسنّ وغياب الرقابة المنزلية.
وقالت لطيفة سلمان إن الحلول لهذه القضية لابد وأن تبدأ من خلال تثقيف الأسرة بدورها الهام في المجتمع، واقتراب الأم من ابنتها برفق، مع المراقبة بطريقة غير مباشرة.
وشددت على ضرورة المبادرة الأسرية باحتواء الأبناء المراهقين، وفهم طبيعتهم والتواصل الإيجابي والإرشاد بطريقة غير مباشرة، وعدم التفرقة بين الأبناء، وإعطائهم الإشباع العاطفي والرعاية والاعتدال في أساليب التعامل وعدم تزويج الفتاة رغماً عنها.

تفهم المرحلة العمرية

وقالت مديرة إدارة التوجيه الاجتماعي والإرشاد الطلابي في كلية التربية للبنات الأقسام الأدبية الدكتورة نجوى بنيس إن الفتاة مثل الشاب في طلبها للعديد من الاحتياجات، مبينة أن إشباع هذه الاحتياجات للطرفين يعد من أهم الأمور التي يجب على الأسرة معرفتها، وأبانت أن عدم إشباع هذه الاحتياجات، ووجود ضغوط من الأسرة، وعدم تفهم للمرحلة العمرية للفتاة واحتياجاتها تزيد من معاناة الفتاة داخل المجتمع.

وأضافت أن من أهم الأمور التي يجب على الأسرة تفهمها أن إشباع الأسرة للفتاة ولكافة احتياجاتها ومتطلباتها العاطفية وإشباع كافة احتياجاتها يعد من الأولويات في العلاقة مع الفتيات والأبناء حيث إن الفتيات والشباب في سن المراهقة يحتاجون إلى الشعور بالقيمة والمنزلة، والإحساس بالقبول من الأسرة، مبينة أن الفتاة الهاربة تعيش إحساساً بالنبذ والرفض من الأسرة، فتلجا إلى الإشباع الخارجي، وقالت إن التفكك الأسري يساعد على الهروب، وخاصة للفتاة، نتيجة للرفض وأساليب المعاملة.

المصدر جريدة الوطن السعودية



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socialwork.forumegypt.net
 
تحقيق في ظاهرة هروب الفتيات -عرض المشكلة مع قصص واقعية ثم العلاج
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الأخصائيين الإجتماعيين :: المنتديات التخصصية :: منتدى الأسرة والمجتمع-
انتقل الى: