تعريف الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية
تُعرف الممارسة العامة بأنها "وجهة نظر معينة لطبيعة ممارسة الخدمة الاجتماعية ، تركز على إقرار العدالة الاجتماعية ، وتؤكد على أن بؤرة اهتمام الأخصائي الاجتماعي ينصب على المشكلات الاجتماعية والحاجات الإنسانية ، وليس على تفضيل المؤسسة لتطبيق طريقة معينة للممارسة ، ويؤكد هذا المنظور على عمل ما يحتاج إلى أن يتم عمله لتحديد المشكلة ، وعلى ذلك فإن الأخصائي الاجتماعي يختار النظريات والنماذج مستخدماً منظور الأنساق البيئية وعملية حل المشكلة كموجهات لعمله.
بينما يعرف "ديريزوتس " الممارسة العامة بأنها "اتجاه شامل للممارسة يركز على المسئولية المتبادلة بين نسق الأخصائي الاجتماعي ونسق العميل في التعامل مع مشكلات العملاء في البيئة حيث يتضمن نسق العميل مكونات شخصيته المتعددة وأسرته وزملاءه ومجتمعه المحلي ، والمجتمع العالمي أيضاً.
خصائص الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية
ويمكن تحديد أهم خصائص الممارسة العامة في هذه الدراسة على النحو التالي:
==============================================
1-الممارسة العامة تتكون من معارف ومهارات وقيم مهنية منتقاة والتي تعتمد على:
-فن المعرفة الحرة.
-الإطار النظري الكلي (الشمولي) لأسس ممارسة الخدمة الاجتماعية.
-الإلمام بمجالات الممارسة وبخاصة المجال الطبي ، ومؤسسات الممارسة الطبية ومشكلات
المريض – في – البيئة.
-قابلية التطبيق مع مختلف أنساق العميل (المريض – الجماعات الصغيرة للمرضى – المؤسسة الطبية – المجتمع المحلي بمنظماته ومؤسساته المختلفة) من خلال مستويات متعددة للممارسة (صغرى – متوسطة – كبرى).
2-الممارسة العامة تتكون من إطار مفاهيمي ذو أبعاد متعددة والذي يعكس:
-الانتقاء الحر لنماذج التدخل المهني للتعامل مع المشكلات في المجال الطبي.
-التركيز على المريض – في – البيئة ، والذي يعكس العلاقات بين المشكلات الخاصة بالمرضى ، ومواقف وواقع الحياة المرتبطة بهم، والظروف الاجتماعية للمرضى.
3-التقدير متعدد الجوانب والذي يعتمد على:
-فردية واختلاف أنساق العميل من المرضى والبيئات التي ينتمون إليها.
-منظور الأنساق الأيكولوجية (البيئية)، والقوى والحاجات الخاصة بالمرضى.
-لا يتقيد بإطار نظري أو نموذج أو نسق عميل محدد للتدخل المهني مع مشكلات المرضى.
4-قواعد واستراتيجيات التدخل ترتكز على:
-المشكلة المتفردة لنسق العميل من المرضى وحاجاتهم ، ومواردهم ، وأهدافهم ، وظروفهم البيئية.
-العوامل البيئية لنسق العميل من المرضى المستهدف للتغيير.
-حجم ومستوى نسق العميل من المرضى المستهدف للتغيير.
5-الممارسة العامة اتجاه تطبيقي يحدد خطوات التدخل المهني للأخصائي الاجتماعي (بالمؤسسات الطبية) ويمنحه الفرصة لاختيار ما يتناسب من أساليب علاجية ووقائية وتنموية للتعامل مع مشكلات المرضى بغض النظر عن النظرية أو الاتجاه الذي تنتمي إليه هذه الأساليب.
6-تعتمد الممارسة العامة على مفاهيم العديد من النظريات منها النظرية العامة للأنساق General System Theory، والمنظور الأيكولوجي Ecological Perspective وخاصة فيما يتعلق بتفسير العوامل المؤثرة في مشكلات المرضى في ضوء العلاقة التبادلية والتكاملية بين الأنساق وبعضها، وبينها وبين البيئة التي تعيش فيها.
7-تعتبر الممارسة العامة نموذجاً وحدوياً Unitary متكاملاً Integrated يتضمن العمل مع المرضى كأفراد ، وكجماعات ، وكمجتمعات ؛ حيث لا يركز على طريقة معينة للتدخل المهني بل يعتبر أسلوباً عاماً وشاملاً لوصف وتفسير العوامل المؤثرة عليهم على أي مستوى ؛ حيث يرتكز التدخل المهني على أنساق مؤثرة Affected Systems تؤدي إلى سهولة اختيار الأخصائي الاجتماعي للأساليب المناسبة.
د. أيمن جلاله
أستاذ الخدمة المشارك بكلية العلوم الاجتماعية بالرياض
واستشاري ضمان الجودة والاعتماد الأكاديمي